كيفن مكارثي رئيساً لمجلس النواب الأميركي بعد 15 جولة
انتهاء آلية شهدت حتى نهايتها توتّرات شديدة في صفوف الحزب الجمهوري، بانتخاب كيفن مكارثي السبت رئيساً لمجلس النواب الأميركي. وجاء فوز الزعيم الجمهوري بعد 15 جولة من التصويت، تزامناً مع الذكرى الثانية لهجوم 6 كانون الثاني / يناير 2021 على مبنى الكابيتول.
ووجد مكارثي صعوبة في جمع الأصوات في الجلسات السابقة بعد الخلافات التي عصفت داخل الحزب الجمهوري على طرح اسمه رئيساً، ما حال دون جمعه للأصوات اللازمة لضمان انتخابه، ما أثار التوتّرات داخل القاعة وخارجها.
ووجّه مكارثي أمس، أصابع الاتّهام إلى مجموعةٍ من النوّاب الجمهوريّين المؤيّدين للرئيس السابق دونالد ترامب بعرقلة انتخابه. وللمرّة الأولى حقق مكارثي تقدماً في ترشحه ليكون خلفاً لنانسي بيلوسي، بعد أربعة أيام من نقاشاتٍ غير مسبوقة.
وكان مجلس النواب الأميركي قد بدأ جولة جديدة لانتخاب رئيس له، بعد فشله في 14 جولة سابقة.
والخميس، قام مكارثي بإغراء زملائه في الحزب الجمهوري ممن يعارضون ترشّحه لرئاسة مجلس النواب، عبر وعدهم بتقديم الدعم إليهم في الاستحقاقات المقبلة، بشأن قيادة الغرفة التشريعية، في مُقابل تقديم تنازلات سياسية إليه كي يتمكن من الفوز برئاسة المجلس.
الاتفاق الذي قدمه مكارثي للمعارضين من الكتلة المحافظة في الحزب الجمهوري وآخرين، يتضمن، وفق أسوشيتد برس، بعض التغييرات التي سعوا إليها منذ شهور.
هذه التغييرات تتضمن بين نقاط أخرى، التقليص من سلطة مكتب رئيس مجلس النواب وإعطاء المشرعين نفوذا أكبر في صياغة التشريعات وإقرارها.
وتشمل النقاط الأخرى، توسيع عدد المقاعد المتاحة في لجنة قواعد مجلس النواب، وتفويض 72 ساعة لمشاريع القوانين التي سيتم نشرها قبل التصويت، وكذا التعهد بمحاولة تعديل دستوري من شأنه أن يفرض قيودا فيدرالية على عدد الفترات التي يمكن أن يخدمها الشخص في مجلسي النواب والشيوخ.
ويأتي هذا العرض من مكارثي بعد أن فشل في جولات متتالية في حصد أغلبية أصوات الجمهوريين، على الرغم من استمرار التصويت.
يشار إلى أن صحيفة “نيويورك تايمز” ذكرت، الأربعاء الماضي، أنّ أكثر من نصف الذين صوتوا ضد مكارثي يعارضون نتائج الانتخابات الأميركية التي جرت في عام 2020، ويؤيدون نظرية “سرقة الانتخابات” (وهم مؤيدون للرئيس السابق دونالد ترامب).
وإثر مفاوضات شاقّة، رضخت مجموعة النوّاب المؤيّدين للرّئيس السابق دونالد ترامب التي كانت تعرقل انتخابه. وانتهت بذلك حال من الفوضى لم يشهدها الكونغرس منذ أكثر من 160 عاماً، ما يُنذر بنقاشات نشطة جداً في البرلمان في العامين المقبلين.
وهنّأ الرّئيس جو بايدن الجمهوري كيفن مكارثي لانتخابه رئيساً لمجلس النوّاب الأميركي ودعاه إلى “الحكم بشكل مسؤول ولصالح الأميركيين”.
وقال الرّئيس في بيان “أنا مستعدٌّ للعمل مع الجمهوريّين عندما يكون ذلك ممكناً والنّاخبون أشاروا بشكل واضح إلى أنّهم ينتظرون من الجمهوريّين أن يكونوا مستعدّين للعمل معي”. وأضاف: “حان وقت الحكم بشكل مسؤول”.